Thursday, December 29, 2011

الدورة القصيرة في المقاصد الشرعية


قام مركز دراسة وتطوير المعاهد الإسلامية بجاكرتا بعقد الدورة القصيرة في علم المقاصد الشرعية لمنفعة طلبة دراسات العليا المسجلين بعدة جامعات بالعاصمة جاكرتا. ستعقد هذه الدورة اثنتا عشرة جلسة أسبوعية، بداية من الأسبوع الثاني من شهر ديسمبر 2011. وأنا أشارك في هذا البرنابج كمدرس، لأني اعتبرت الوحيد من الأساتذة الجامعيين الإندونيسيين الذين لهم اهتمام بهذا الفن العلمي

وبناء على هذا المهام، قمت بترتيب المواد العلمية التي لها علاقة بالموضوع كمنهج علمي رسمي أسير عليه خلال هذا البرنامج. وكان المشاركون فيه ثلاثة وعشرين طلبة، أكثرهم من طلبة الجامعة الإسلامية الحكومية بجاكرتا. "هذا البرناج يعتبر انفراجا علميا له قيمة عالية بالنسبة لمجال الدراسة الإسلامية بإندونيسيا"، كما قاله السيد مدير المركز

بهذه المناسبة أستطيع -على الأقل- نشر علم المقاصد الشرعية وتعريفه لمن له اهتمام بالعلوم الشرعية من الطلبة والأساتذة وغيرهم. "بطبيعة الحال، هذه فرصة طيبة لبداية المشروع العلمي الضخم"، نبّه على ذلك الزميل المنسق.

Sunday, December 11, 2011

إحراق النفس أمام القصر الرئاسي، تعرضا للحكومة؟


قام واحد من ناشطي الطلبة الجامعيين بإحراق نفسه أمام القصر الرئاسي بجاكرتا يوم الخميس 8 ديسمبر من هذا العام. وكان المرتكب مسجلاً بجامعة السيد سوكارنو بالعاصمة جاكرتا، واسمه سوندانج هوتاغالونج (22 سنة). هذا العمل المأسوي يذكرنا بمحمد بو عزيزي التونيسي (26 سنة)، الرجل الذي يحرك بعملية إحراقه النفسي الثورة التونيسية بداية هذا العام، وقد نجحت تلك الثورة بسقوط النظام الديكتاتوري زين العابدين بن علي الذي تولى منصب الرئاسة أكثر من 20 سنة

عندي موقف خاص تجاه هذه العملية المأسوية، فإن أوضاع بلادي إندونيسيا تختلف تماما بما جرى ويجري في تونس وغيرها من البلدان العربية الشقيقة. هناك يوجد بكثرة الظلم بحقوق الشعب خصوصا ما يتعلق بالمجال السياسي والإقتصادي، كما أن عدم الشفافية في مصاريف الأموال العامة أصبحت شيئا عاديا، لا يمكن الإطلاع عليها الجمهور، لأنها من خصوصيات سلالة الأمراء والسلاطين. من جانب آخر يتحقق حرمان الشعب العربي من فرص المساهمة في الحياة السياسية منذ زمان طويل، وما إلى ذلك من ظلمات الحكماء والأمراء البلدان العربية تجاه شعوبهم

أما إندونيسيا فإنها دولة ديمقراطية حادثة، اختار رئيسها الشعب الإندونيسي بطريقة مباشرة عبر الإنتخابات التشريعية والرئاسية في كل خمس سنوات. ولا يسمح لمن تمكّن من منصب الرئاسة إلا فترتان متواليتان فقط. كما أن مديري المحافظات والمدن والقرى اختارهم الشعب بطريقة مباشرة، رغم أن في بعض الحالات يظهر عدم التناسب بين رئيس الجمهورية ومدير الحافظة أو المدن في الانتماء السياسي

Thursday, December 1, 2011

حديث الثورة اليمنية


اشتعلت نيران الثورة باليمن منذ أكثر من ثلاثة أشهر الماضية، وكان الهدف منها إسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح، الرجل الذي يحكم اليمن أكثر من ثلاثين عاما. هذه الثورة ناشئة بسبب عدم اهتمام الحكومة برعاياها، وعدم شفافية القائمين بإدارة الأموال العامة حيث قاموا بنهبها لصالح أنفسهم

ولذلك قام شبان اليمن بالمظاهرة الحاشدة في المدن العدة، بداية من العاصمة صنعاء ثم الحبافظات والمدن الأخرى في جميع أنحاء البلاد. وبعد مرور الأيام شارك في تلك المظاهرة جميع الشعب اليمني كبارا وصغارا رجالا ونساء. وردا لهذه الحركة قامت الشرطة اليمنية بمنعهم من المظاهرة وإجبارهم الرجوع إلى مناطقهم والدخول إلى منازلهم

إلا أن الشعب اليمني لا يزال متمسكين برغبتهم في إزالة الفساد وإسقاط النظام رغم صدور قرار الحكومة بمنعها منعا باتا، فتفقدت الشرطة اليمنية السيطرة عليهم فقامت بإلقاء الغاز المسيل للدموع في وسط المتظاهرين بل أطلقت النار تجاههم، فسقط كثير من الضحايا موتى وجرحي، ولا يخافون من ذلك لومة لائم

Wednesday, November 9, 2011

خطاب علم المقاصد في إندونيسيا


كان أحد أصدقائي –وهو من نفس المدينة- يقترح عليّ بإلقاء الدرس حول المقاصد الشرعية لطلبة الجامعات الإسلامية بالعاصمة جاكرتا. قائلاً: "هذه المادة لا يقوم بتدريسها أحد من الأساتذة الجامعيين، إذا تقوم بذلك فأنت الرائد في الموضوع" يحاول بذلك اقناع موقفي. فحسب الخطة المقدمة إليّ، ستقام دورة قصيرة في علم المقاصد الشرعية بداية من فاتح شهر ديسمبر المقبل (12/2011)، هذا البرنامج –كما بينه الأخ الزميل- نتيجة التعاون بين المركز لدراسات المعاهد الدينية وتطويرها ومنتدى الطلبة الإسلامية بالجامعة الإسلامية الحكومية بجاكرتا

نعم أن موضوع المقاصد الشرعية في بلادي ما زال قليلاً وبعيداً عن الحد المثالي، لأنه ليس هناك من اهتم به بصفة خاصة ودراسة عميقة إلا بعض الأساتذة الذين يختصصون بمادة أصول الفقه، فهؤلاء الأساتذة في محاضراتهم يتعرضون إلى هذا الموضوع على الرغم من البسطة والسرعة. "أنت في هذا البلاد من الأوائل الذين حملوا لواء علم المقاصد، يا الله، بلّغ عني ولو آية...!" أكّد على ذلك الزميل مقتبساً بكلام سيّدنا خير الأنام

وفي الحقيقة، الشيء الذي يجلب الانتباه من الطلبة الجامعية ويعطيهم الملاحظة، هو كون المقاصد الشرعية من المواد الجدد بالنسبة لهم، يحتاجون في معرفتها والإلمام بها إلى توجيه خاص من الشخص المتمكن الذي حصل على شهادة علمية بالموضوع، ولذلك ليس لي أي تبرير في ردّ الاقتراح وعدم الموافقة عليه

Thursday, October 27, 2011

موسم الأمطار: النعمة أو النقمة؟


هذا سوءال بسيط لمن يعيش في البلدان التي لها من مواسمها مطر أو شتاء، مثل البلدان في جنوب شرق آسيا وشمال إفريقيا، وأميركا لاتينية.

ففي بانكوك عاصمة تايلندا هطلت فيها أمطار أكثر من يومين (الأربعاء والخميس: 12-13/11)، فحصل بها فيضانات كبرى في أغلب مناطقها. وكان محافظ العاصمة يقول عند الصحافيين: وبعد دراسة جميع الإشارات، وجدنا حالات العاصمة خطيرة و وتزداد سوءا

والظروف نفسها وقعت في العاصمة جاكرتا إندونيسيا، حيث كان سكانها على حذر عند قدوم موسم الأمطار، "كأن السيول في هذه المدينة أصبحت كارثة سنوية" قاله أحد سكان جاكرتا تعليقا لما حدث في بنكوك. وإذا نظرنا القضية من هذه الناحية، فنزول الأمطار يؤدي إلى الضرر

أما عند الآخرين، مثل المزارعين والناس الذين يعيشون في مناطق متساوية واسعة أو ذات الحرارة الشديدة، فموسم الأمطار هو رحمة عظيمة، حيث يمكنهم من عملية الزراعة أو التمتع بأجواء مريحة. فمن هذه الوجهة، فهمنا أن الأمطار نعمة حصل بها فوائد مادية ومعنوية لا تحصى

إذن لابد لنا قبل قدوم موسم الأمطار، من الحفاظ على نظافة بيئتنا، حتى لايسبب التلوث البيئي من كثرة النفايات في الشوارع والأنهار والخنادق إلى وقوع الكوارث الطبيعية من مثل الفيضانات والانهيارات

Tuesday, October 25, 2011

استعراض الكتاب في مقاصد الشريعة


نظرية المصلحة في الفقه الإسلامي، للدكتور حسين حامد حسان، أستاذ ورئيس قسم الشريعة سابقا بكلية الحقوق جامعة القاهرة، هذا الكتاب أصله رسالة نال بها كاتبها شهادة العالمية من درجة أستاذ "الدكتوراة" من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بتقدير إمتياز

ويتضمن هذا الكتاب على دراسة مقارنة حول موضوع المصلحة بين المذاهب الأربعة، وذلك بأسلوب البحث ذات المنهجية التقليدية المتبعة في أغلب بلدان العرب الشرقية، حيث تظهر هذه الميزة في ترتيب الفهارس للموضوعات. ومنها تطرق الكاتب إلى ذكر مسائل الفروع الفقهية كأدلة على وجود ما ساقه من قضية من القضايا المصلحية وأمثلة لبعض المناقشات المطروحة في صلب الرسالة

وقد حاول الباحث في إغناء مضمون رسالته بأخذ آراء رجال المذاهب الأربعة دون أئمتها مثل الشاطبي في المذهب المالكي، والغزالي في المذهب الشافعي، والطوفي في المذهب الحنبلي، والكمال بن الهمام من المذهب الحنفي وغيرهم. فهذا الأخذ من الكاتب طبعا معتمدا على كتبهم في الأصول أو الفقه أو نقلها – من غير مباشر - من مؤلفات غيرهم

ولأجل تدقيق الكاتب في نقاش المسائل المطروحة، وتوسيعه في عرض المباحث والموضوعات، وكذالك سعيه الجدير بالذكر في توثيق الآراء المقتبسة وإرجاع ذلك إلى مصادره الأصلية، يعتبر هذا الكتاب – الذي كان أصله رسالة جامعية – من أهم المراجع في ميدان علم المقاصد الشرعية

Wednesday, October 19, 2011

تميز الإسلام بإندونيسيا


الجمهورية الإندونيسية هي دولة متنوع العروق واللغات والثقافات والديانات، كما أنها متكومنة جغرافيا من عدة أرخبيل. وكانت المساحة التي تشملها هذه الدولة حوالي 1، 904، 569 كم ولها من الولاية البحرية 4،85 % من المساحة المذكورة. ومن ناحية الديانة، فقد اعتنق أغلبية سكانها الدين الإسلامي، وهو أكثر الدين أتباعا وأنصارا بجانب الديانات الأخرى مثل البوذية والهندوسية والكاتوليكية والبروتستانية وغير ذلك

إذا عملنا المقارنة في هذه النقطة، يبلغ عدد المسلمين الإندونيسيين إلى تسعة وثمانين في المائة من عدد السكان، أما إحدى عشر في المائة الأخرى فهي مشتركة بين أصحاب الديانات الخمس الأخرى. والجدير بالذكر هنا أن أصل الديانة في إندونيسيا هو الهندوس والبوذا، فدخل فيما بعد الدين الإسلامي إلى أرض الوطن عبر القوافل التجارية قيل: في القرن الثالث عشر ميلادية وقيل: القرن السابع عشر

أما من ناحية المذاهب والفرق، فقد تميز الإسلام في هذه الدولة المعروفة بالديمقراية والحرية الكاملة بمرونتها وتنوعها. فحسب تقارير أصحاب الدراسات في هذا المجال، هناك مذاهب فقهية ومذاهب صوفية ومذاهب فكرية، كما توجد فيها أيضا فرق إسلامية تقليدية التي تعيش في جميع أنحاء مناطق البلاد، هذه المظاهر طبعا هي التي تميز الإسلام في إندونيسيا وفي غيرها، لأن الحكومة تمنح المواطينين الإندونيسيين حرية كاملة في هذه المسألة.